Search This Blog

Monday 20 July 2009

هل ستصبح مدوناتنا مصادر للأخبار؟!!

هل ستصبح مدوناتنا مصادر أخبار؟!!


لقد دار بيني وبين الصحفي النشيط/ زاهر العبري حوار أخوي مثري حينما ألتقيت به في جريدة الزمن هذا الأسبوع، حيث ناداني في اول لقاء لي بعد إنقطاعي عن الزملاء بجريدة الزمن منذ ما يقارب شهر، ناداني قائلا" اهلا الباحث عن الحقيقة "، تفاجئت وشعرت بأن هناك مان يقرأني عبر المدونة، أنه ليس بقارئ عادي ذلك الذي يقرأني، أنه صحفي له نشاطه وأسمه وتوجهاته الواضحة في الكتابة الصحفية في الوسط الصحفي بالسلطنة. لقد كانت تلك الإشارة من الزميل/ زاهر العبري مبادرة جميلة تقول، بأننا نحن الصحفيون نتابع مدوناتكم.. اليس هذا إنجاز تدويني أيها الرفاق؟! أنه إنجاز له قيمته.

*************************************

تعقيبا على الحوار الاخوي الذي دار بيني وبين الزميل الصحفي / زاهر العبري والذي أستطاع في فترة قياسية ومن خلال جريدة الزمن ان يكتب ويفاجئ الوسط الصحفي بجراته ونشاطه الصحفي فيما يخص الأخبار التي قام بنشرها في صفحات الزمن، محاصرا بعض الجهات، ومغازلا جهات أخرى باخبار جريئة وقوية في قضايا مختلفة، إن هؤلاء الصحفيين الذين يحملون في أعماقهم حب الصحافة وحب الدفاع عن مبادئهم هم صحفيون ناجحون ومتميزون. وهنا لست معنيا بشؤون التليمع والتطبيل وأنما من شاني قول الحقيقة ورأيي الشخصي الحر.

*************************************

ولكني رغم ذلك أختلفت معه بكل ود، اختلفت مع الصحفي/ زاهر العبري حول بعض الإشكاليات التي تعاني منها جريدة الزمن والتي من بينها عدم وجود التحرير الصحفي المحلي، وأقصد هنا عدم وجود الحملات والتحقيقات الصحفية المحلية، وكثرة وجود اخبار وتقارير الوكالات، وقد اجابني زاهر العبري بشكل شفافية " تلك الشفافية التي نفتقدها في الكثير من الصحفيين " حيث قال: صدقني يا تركي نحن نود فعل الكثير، ولكن لدينا الظروف الوقتية، ولكننا سنتعدى هذه الظروف الأيام المقبلة.

*************************************

أن ما جعلني أقوم بتدوين هذا الموضوع هو " نشاطي التدويني" الذي أعتبر وجوده مساحة أخرى فردية وشخصية وعامة أمارس من خلالها حرياتي الإضافية التي لا تستوعبها المساحات الاخرى في هذا الوطن الأصيل. لقد ذكرت الحوار الذي دار بيني كـــــ" مدون " وبين زاهر العبري كونه " صحفي "، إن هذا الحوار الذي دار بيننا حول التدوين، يؤكد لي بأنني أحقق اهدافي عبر مدونتي، من خلال فلسفتي تجاه وجود المدونات ونشطاها : بإعتبارها إعلاما بديلا يمارسه الكل والجميع، وبإعتبار إن المدونات ستتحول في المجتمع الى مصادر أخبار ومعلومات " حقيقية بنسبة معينة " كون ان المدونات هي مساحات ذاتية في الأصل نكتب فيها آرائنا ونعلق فيها على كل ما يدور في أجراء الوطن، ولان الخبر مقدس لذا لا يمكن للمدون التي تعتمد على الرأي كثيرا أن تتحول لمصادر أخبار بنسبة 60 % على الأقل " رقم تقريبي : كون ان مدوناتنا مليئة بالذاتية، ولكن رغم ذلك كله أجد بان المدونات ستتحول الى مصادر أخبار ومعلومات وتحقيقات وحقائق، فما قاله لي الأخ، الصحفي زاهر العبري حول متابعته المستمرة " اليومية " لمدونتي ولمدونة المهذون "معاوية الوراحي منحني مساحة تفكير جدية في العمل على التدوين بشكل مستمر، خاصة وأن من ضمن فلسفاتي ان تتحول المدونة من خلال نشاطي التدويني الفردي، القائم على مبدأ نشر الحقيقة، أن تتحول الى نموذج لمصادر أخبار لصحفيين آخرين.

*************************************
لقد ظهر من خلال التدوين المستمر عدد كبير من القراء ومن بينهم صحفيين وكتاب وإعلاميين أصبحوا شغوفين لقراءة تدويناتنا، وهذا ما يدفعنا لأن نمارس التدوين بصفة شخصية كونها منبرا حرا بعيدا عن أي وصايات مؤسسية سياسية أو إجتماعية. وهنا أود ان اذكر لكم معلومة مهمة جدا أيها المدونين وهو ان المدونات الإنجليزية أشتهرت كونها تمارس دور التدوين كوسيلة " حرة " وذاتية من ناحية الملكية، وكونها ملاذا للكاتب الحر الأصيل العاقل والمنطقي، إن تلك المدونات الإنجليزية " انتجت مصطلحا جديدا " يسمى " الصحفي المواطن " حيث أصبح للكل فرصة إنشاء مدونته الخاصة في أقل من خمس دقائق ليكتب وينشر من خلالها ما يريد، ولكن وفقا لمبادئه وتطلعاته القيمية قل كل شيء،

*************************************

لست مع من يقول انه لابد لنا ان نتخذ توجها ثقافيا وطرحا منطقيا معينا، في كتابة التدوينات بلغة المثقف والفيلسوف، رغم احترامي الشديد لهذه الفئة، لكن التدوين هو نشاط ثقافي قائم على المستويات، فلكل فرد مستواه وطريقته في التدوين، ولست ضد فكرة المدونات الذاتية الشخصية التي يسرد فيها الشخص مذكراته وشعره الكيبوردي " وقصصه القصيرة، لستُ ضد هؤلاء، أنني صاحب الخطاب الحر غير القائم على الوصاية من اي طرف. لكنني فعلا متحمس لفكرة الكتابة للواقع، الكتابة بجرأة، لتتحول مدوناتنا لمصادر للمعلومات على الأقل، لست مع فكرة ان تتحول لوكالات أنباء وبأسلوب التحرير الصحفي لكنني مع فكرة نشر الحقيقة والواقع وكلمة الحرية.

*************************************
لكم كل الود أيها المدونين العمانين
لكم كل الود أيها الزملاء الصحفيين " الشرفاء "
‏الاثنين‏، 20‏ تموز‏، 2009
الباحث عن الحقيقة

No comments: