Search This Blog

Wednesday 29 June 2011

النخبة التي تغيرت

مضت عدة أشهر منذ خروج الشباب في مناطق مختلفة من السلطنة في مظاهرات التجديد والإصلاح والترقيع من أجل تعديل الأوضاع التي وصلت الى حد صعب جدابسبب استمرار الحكومة القديمة في عدم السماع لصوت الشباب في تلك الفترة. لكن شاءت الإرادة أن يتغير الوضع الى الأفضل وحسب ما أرده له الشعب العماني.




تغيرت الوجوه القديمة في الحكومة وتغيرت الأفعال وتغيرت القرارت. أشياء كثيرة تغيرت ومن بينها منهج من كانوا يجلسون - قائمة المثقفين والمنورين - حسب ماصنفتهم أياه الصحف والمنابر - ليس كلهم طبعا -. ولعل أبرز ما تغير في أولئك إنهم تركوا كتابة الأدب والشعر والقصة والنقد، وأتجهوا ينشرون كلاما يصل الى لغة الحوار العادي جدا والذي لم يكونوا يؤمنون به من قبل. تغيرت لغتهم وأصبحت لغة مباشرة ولغة بعيدة عن تلك التي عاشوها سنوات في الصحف والمواقع الالكترونية والمنتديات لغة تقول إنهم هم العارفين بكل شيء والعالمين بما لا يعرفه الشعب، هم الذي يعرفون الشعراء والأدباء والفلاسفة والمفكرين والعلماء، اما بقية الشعب فهم يعرفون الشارع والمزارع والقرى. الآن تغيروا لأن الشباب آمنوا أيضا بأن هؤلاء يكتبون ما لم يكن يحرك ساكنا، كانوا يكتبون عن الشعر المكسيكي والأفريقي والفلاسفة البوذيين ولم يفكروا يوما ان يكتبوا عن معاناة الشباب.




إنهم تغيروا الآن وأصبحوا يتحدثون بلغة سهلة جدا، لأن موقفهم أصبح صعبا، ولأنهم يبحثون عن دور جديد يجعلهم هم المنورين والمغيرين والمحركين للتاريخ الجديد في عمان بعد إن كانوا مشغولين بأفكار كبيرة جدا لا تغير سوى المساحات البيضاء في الصحف. تغيروا لأنهم وجدوا انفسهم كانوا يكتبون ما يغطي الملاحق المتخصصة والبرامج التي تضج بالكلمات غير المفهومة، بحيث لم يفكروا قبل الإحتجاجات أن يكتبوا عن شيء يحرك ضمير الحكومة.




لقد تغيرت القواعد واللعبة بأكملها تغيرت، فالشباب العادي البسيط الذي لا يحفظ الشعر الحر والقصص القصيرة الشباب الذي كان يتحرك من سيارة أجرة الى أخرى باحثا عن وظيفة، الشباب الذي وقف في وجه الشلطة هو الذي أستطاع أن يغير لغة النخبة فجعلته يتحدث عن همومه وقضاياه في مجتمع سأم الشعارات الكبيرة التي لا تملأ سوى الأوراق.




لكن عليهم - من يعتقدون إنهم يحملون صفات النخبة - أن يتعلموا الدرس وأن لا يبالغوا في حماستهم في الدفاع عن قضايا الشباب الذي صمتوا عن قضاياه عقودا وأن لا يتجاوزوا عقول الشباب العماني حتى يصل - النخبة المعدلة - الى درجة السوقية التي يترفع عنها شباب شباب عمان ورجال التغيير.




Tuesday 28 June 2011

قلم رصاص

توقفت المدونة عن النشر فترة تتجاوز أشهر، وربما كانت آخر تدوينة لي في هذه المساحة المجانية قبل ثلاثة أشهر تقريبا، لكنني وعدت نفسي بالإستمرار بالكتابة، في ظل غيابي عن العمل في الصحافة اليومية، فالوقت لا يحتمل الكثير من الكسل، هناك الكثير من الأحداث التي جرت في عمان مؤخرا وكانت تستحق النشر والتوثيق عبر التدوين، لكن الإنشغالات تجعل المرء يؤجل كل مشاريع التدوين الى أوقات أخرى.

وعدت اليوم بإعادة ترتيبها وفق رؤية مختلفة لوقت مختلف أيضا، وقت تتشابك فيه كل الأشياء، لقد تراجع نشاط التدوين عبر الصفحات المجانية خصوصا بلوجر، ولكن هناك تدوين آخر ظهر عبر تويتر والفيسبوك، تدوين لحظي متزايد ومتجدد، وهذا أكثر الأسباب التي جعلت الناس تتجه الى الفيسبوك وتويتر ولينكد إن وغيرها من وسائل الإعلام الجديد. لكن يبقى إن قيمة المدونة أشبه بقيمة الموقع الالكتروني أكثر خصوصية وأكثر عالمية طالما إنه لا داعي لإضافة أناس لا تعرفهم ليقرؤا ما تكتب.

يبقى إن التدوين هو مساحة عالمية لنشر الرأي والفكرة ومناقشتها والكتابة من اجل الفكرة دائما يجعلك تختار المساحات التي تجعلك اكثر شعورا بالحرية واكثر إنطلاقا للحقيقة.


تركي البلوشي